اذن و برغم ان طلب العلم و المعرفة اصبح بمتناول الجميع عن طريق الشبكة العالمية ( الانترنت) لا يخلو الامر من مضار. اولا ان القراءة الجادة اصبحت عادة قديمة نسبيا تعتمد على عملية توفر الكتاب المراد قراءته و بدلا عن ذلك اصبح تقليب و تصفّح المواقع امرا سهلا و اكثر تسلية و بذلك انصرف القاريء عن القراءة العادية علما ان سرعة التوصيل بالشبكة ليست مستقرة كما هو الحال في العراق و في بغديدا بشكل خاص. رغم هذه الظاهرة فان الميل لاستخدام الشبكة العالمية يزداد باستمرار حتى ادرك البعض ان تاثير ذلك اصبح سلبيا على حياتنا اليومية.
ان الاستخدام السلبي للشبكة العالمية ( الانترنت) ولّد مضار كثيرة و لكن ذلك لا يحسب على الشبكة ولا يحسب لها لان المستخدم هو الذي يحدد كيف و متى يستخدم الشبكة و بالنتيجة فان المستخدم هو الذي يحدد هذه الفوائد او المضار. ان الاضرار مختلفة و متنوعة و هي نفسية و جسدية او اسريّة و لا اريد ان ادخل هنا في تفاصيل ذلك لترك فسحة للقاريء لبحث الموضوع بنفسه. اما فوائدها فهي لاتحصى و اهميتها عالية جدا. لذلك تجد ان دول اوربا الغربية قد عمدت الى نصب شبكات حاسبات في كل مدرسة ابتداءا من المدارس الابتدائية و هذه الشبكات موصلة بالشبكة العالمية وفق ضوابط علمية و اخلاقية و خاضعة لنظام و قاية على مستوى عال من التقنية.
اذا ما ذكرنا شبكة محلية فان ذلك يعني مجموعة حاسبات تبدأ من عدد 2 فصاعدا و هذه علميا تسمى. شبكة محلية LAN و عندما يتم توصيل هذه الشبكة باخرى اي ببناية او مدرسة اخرى فاننا سنتحدّث عن شبكة عالميةWAN. اما عملية تصفّح مواقع و ارسال بريد الكتروني فهنا نتحدّث عن الشبكة العالمية الكبرى
WWW. كل شبكة من هذه تحتاج بالاضافة الى الحاسبات الى اجهزة اخرى خاصة مثل:
Router, Switch, Hub ... .
هنا اود انا اذكر مثالا على اهمية سلاح العلم و المعرفة و خطورتهما في حياة المجتمعات الحديثة اذا ما استخدمها الانسان بشكل سليم. في بداية الستينات رفعت اسرائيل شعار ( العرب لا يقرأون) و استثمروه استثمارا هائلا لدرجة ان اول حرب دخلها العرب بعد رفع هذا الشعار ضد اسرائيل كانت كارثة و قد سماها العرب ( نكسة حزيران ) . الحقيقة كانت هذه الحرب فعلا كارثة لاسباب معروفة للجميع و ابسط مثال على ذلك هو خسارة سوريا لهضبة الجولان.
قبل وقوع هذه الحرب بدأت اسرائيل باستثمار سلاح المعلومات عن طريق جمع و قراءة و تحليل كل ما ينشر و يكتب في المجلات و الصحف العربية داخل و خارج الوطن العربي و بهذه الطريقة كانت تراقب نشاط الد ول العربية من حيث مشتريات السلاح و تطوير القدرات الدفاعية و حتى طريقة تفكير المواطن العربي و الحصيلة كانت ان العرب كانو منشغلون بامور لا علاقة لها بالامن الوطني الخارجي و هكذا كانت اسرائيل قد حققت تفوقا كبيرا في سلاح المعلومات اي طريقة- اعرف عدوّك- و تم بنفس الوقت نشر معلومات مضللة و كاذبة عن وضع اسرائيل الاقتصادي و العسكري و هذه المعلومات وضعت للعربي الذي ربما يقرأ. عندما وقعت الحرب استفاق العرب من شدة وقع الكارثة و لكن كان الوقت متاخرا جدا.
اعود و اقول ان سلاح المعرفة اقوى من السلاح التقليدي و نحن حاليا نعيش و العلم مفتوح امامنا ليس فقط الانترنت و لكن هناك الفضا ئيات التي ليس تاثيرها اقل من الشبكات العالمية. لم يعد هناك قيود للتعلّم و استطلاع الافاق ضمن استخدام الانترنت فقط هي عملية حسن استخدامها و تسخيرها لاغراضنا اليومية. علينا ايضا و هذا مهم جدا ان ننسى القراءة التقليدية و ان نتعلم اسلوب القراءة مابين السطور لكي ندرك ما وصل اليه العالم من تطور. علينا ان نقرا و نقرأ و نقرأ .