من صاحب القرار في الحب.. الرجل أم المرأة؟
الرجل طفل كبير هذا المفهوم كنت أعتقد أنه من قبيل الكلمات المرسلة
والتي يستخدمها الناس بلا وعي في مزاحهم، ولكنني وجدت الحاحا على معناه
في أكثر من دراسة واستطلاع لرأي الرجال والنساء، ويبدو أن هناك شبه اتفاق على
هذه الصفة في الرجل، فعلى الرغم من تميزه الذكوري، واستحقاقه غالبا وليس دائما
للقوامة ورغبته في الاقتران بأكثر من امرأة، الا أنه يحمل في داخله قلب طفل يهفو
الى من تدلله وتلاعبه، بشرط الا تصارحه أنه طفل، لانها لو صارحته فكأنها تكشف عورته
ولذلك تقول احدى النساء ان من تستطيع ان تتعامل مع الأطفال بنجاح غالبا ما تنجح
في التعامل مع الرجل والمرأة الذكية هي القادرة على القيام بأدوار متعددة
في حياة الرجل، فهي أحيانا أم ترعى طفولته الكامنة، وأحيانا أنثى توقظ فيه رجولته،
وأحيانا صديقة تشاركه همومه وأفكاره وطموحاته، وأحيانا ابنة تستثير فيه
مشاعر أبوته.. وهكذا، وكلما تعددت وتغيرت أدوار المرأة في مرونة وتجدد فانها
تسعد زوجها كأي طفل يسأم لعبة بسرعة ويريد تجديدا دائما، أما اذا ثبتت الصورة
وتقلصت أدوار المرأة فان هذا نذير بتحول اهتمامه نحو ما هو جذاب ومثير وجديد.
الرجل يحب بعينيه غالبا «والمرأة تحب بأذنها وقلبها غالبا»: وهذا لا يعني تعطيل
بقية الحواس وانما نحن نعني الحاسة الأكثر نشاطا لدى الرجل، وهي حاسة النظر،
وهذا يستدعي اهتماما من المرأة بما تقع عليه عين زوجها فهو الرسالة الأكثر تأثيرا
«كما يستدعي من الرجل اهتماما بما تسمعه أذن زوجته وما يشعر به قلبها تبعا لذلك»، وربما نستطيع فهم ولع المرأة بالزينة على اختلاف أشكالها، وقول الله تعالى
عنها «أو من ينشؤوا في الحلية وهو في الخصام غير مبين» دليلا على قوة جذب
ما تراه عين الرجل على قلبه وبقية كيانه النفسي، ثم تأتي بقية الحواس
كالأذن والأنف والتذوق واللمس لتكمل منظومة الادراك لدى الرجل، ولكن
الشرارة الأولى تبدأ من العين ولهذا خلق الله تعالى الأنثى وفي وجهها وجسدها
مقاييس عالية للجمال والتناسق تلذ به الأعين، ولم يحرم الله امرأة من مظهر جمال يتوق اليه رجل.
والرجل شديد الانبهار بجمال المرأة ومظهرها وربما يشغله ذلك ولو الى حين
عن جوهرها وروحها وأخلاقها، وهذا يجعله يقع في مشكلات كثيرة بسبب
هذا الانبهار والانجذاب بالشكل، وهذا الابهار والانجذاب ليس قاصرا على البسطاء أو
الصغار من الرجال وانما يمتد ليشمل أغلب الرجال على ارتفاع ثقافتهم ورجاحة عقلهم.